وصاية الأمير ... وصية الخامسة ... الإخلاص في العمل
صفحة 1 من اصل 1
وصاية الأمير ... وصية الخامسة ... الإخلاص في العمل
وصاية الأمير ... الوصية الخامسة ... الإخلاص في العمل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، المبتدعة والمشركين . أما بعد ..... فاعلم أخي المجاهد هداك الله ، ونصرك على أعدائك ، ان الإخلاص شرط قبول الأعمال ، بل أكثر من ذلك ، هو توحيد الله ، وإرادته في الأعمال ، ويسميه العلماء توحيد الإرادة والقصد ، قال تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (النساء:146) وقال أيضا : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزّجنساةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) (البينة:5) وقد أمر الله نبيه بالإخلاص فقال : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ) (الزمر:2) وقال : ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ) (الزمر:14) فإن شرط قبول الأعمال الصالحات ، الإخلاص لله تعالى ، والموافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله ، لما سؤل عن قوله تعالى: ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (هود: من الآية7) ( أخلصه، وأصوبه. قالوا: يا أبا على، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون للّه، والصواب أن يكون على السنة) (العبودية لإبن تيمية ) فالعبادة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( هي اسم جامع لكل ما يحبه اللّه ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة) ( العبودية ) والجهاد في سبيل الله من أجل العبادات ، وذروة سنام الإسلام ، فلا بد من تحقق الإخلاص فيها مع متابعة السنة ، فهما شرطان لقبولها عند الله . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟. ) قال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) (رواه البخاري) قال ابن حجر: ( قوله: [ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله] المراد بـ«كلمة الله» دعوة الله إلى الإسلام، ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يكون في سبيل الله إلا من كان سبب قتاله طلب إعلاء كلمة الله فقط بمعنى أنه لو أضاف إلى ذلك سببا من الأسباب المذكورة أخل بذلك ).(فتح الباري ج6 ص26) وكما جاء في صحيح مسلم عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله... ) الحديث . وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال: ( اخرجوا باسم الله، قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ). فالجهاد شرعه الله تعالى لإعلاء كلمته التي هي التوحيد ، إخلاص العبادة لله وحده، ولإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وحتى لا يبقى لله ندا يعبد من دونه، هذه هي الغاية التي شرع الجهاد من أجل تحقيقها، والراية التي شرع الجهاد من أجل إعلائها، وهذا هو سبيل الله الذي أمر بالقتال فيه. قال تعالى: ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:74) وأي سبيل غير سبيله ، فقد نهى الله تعالى عن سلوكه والعمل من أجله قال تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153) واعلم أخي المجاهد أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ، رجل قاتل مع المسلمين حتى قتل ، ورجل تعلم القرآن وعلمه ، ورجل منفق ماله في وجوه الخير . فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ، قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار (رواه مسلم والنسائي ، صحيح الترغيب والترهيب) فالحذر كل الحذر أخي المجاهد من أن تأتي يوم القيامة تلقى ربك وقد بطل عملك وجهادك ، فتكون ممن ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، من الخاسرين يوم الحساب ، وعند ذاك لات حين مندم . اللهم ارزقنا والمجاهدين الإخلاص في العمل ، واجعل جهادنا في سبيلك وابتغاء مرضاتك ، وإعلاءا لكلمتك ، ونصرة لدينك ، لا لعرض من أعراض الدنيا ، اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ، ونستغفرك فيما لا نعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كتبها الفقير إلى عفو ربه ومغفرته عبد الوهاب بن محمد السلطان 25 محرم 1430 هــ الموافق 22 \ 1 \2009 لتحميل الوصية بنسخة ... PDF http://www.fileflyer.com/view/yyTaPC8 http://www.fileflyer.com/view/BnIE5A5 http://www.fileflyer.com/view/Ysu8wB0 http://www.fileflyer.com/view/0tO41Ae http://www.zshare.net/download/545071759929c496/ http://www.zshare.net/download/54507474db7b31b6/ http://www.zshare.net/download/545076639d8eab58/ http://www.megashare.com/573707 http://www.megashare.com/573709 http://www.megashare.com/573714 لمشاهدة الوصية بنسخة ... PDF http://ia310812.us.archive.org/1/ite....abuWael.5.pdf http://ia331431.us.archive.org/2/ite....abuWael.5.pdf المصدر ... الموقع الرسمي لجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية) لمراسلة المكتب الإعلامي ansar11.alsunnah@yahoo.com |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى