الجهاد اولا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حول من يؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع،

اذهب الى الأسفل

حول من يؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع، Empty حول من يؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع،

مُساهمة من طرف صقر بغداد الثلاثاء أغسطس 05, 2008 9:14 am

زميلي في العمل يؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع، ويقول: إن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع، وإن الوحي هو القرآن فقط، وأن معظم الأحاديث غير صحيحة، وهي كذب، وينكر حد الرجم للزاني، وأن المرأة تصلي في النفاس والحيض، وأن كلمة الرسول في القرآن تعني الرسالة وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن مأمورون باتباع القرآن فقط وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ماذا أفعل معه، وما حكم مخالطته والصلاة خلفه؟



الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فوحي الله تعالى هو المصدر الوحيد للدين الإسلامي الحنيف، لقوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية40) وقد أمر وحي الله تعالى القرآن الكريم) نفسه باتباع السنة النبوية المطهرة وجعلها ميزانا يُرجع إليه في معرفة تعاليم هذا الدين، فالأخذ بالسنة ليس إلا عملا بما أمر به القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر:7]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران:32]
وقال: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ [النحل: 44]، وقال : ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ [الحشر:7]، وقال: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ [النساء: 115]، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرِّع شيئاً من عند نفسه، بل سنته وحي من عند الله تعالى، قال تعالى في سورة النجم: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:3-4].
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم بأقواله وأفعاله وتقريراته، فكانت سنته هي البيان والتطبيق العملي لكتاب الله تعالى.
فإنكار السنة النبوية والتبرم بها ليس إلا تبرماً بأحكام القرآن وتنصلاً من أوامره، إلا أن أعداء الإسلام لما تعذر عليهم أن يطعنوا في القرآن الكريم (لما له من مكانة في قلوب المسلمين) وجَّهُوا سهامهم إلى السنة النبوية الشريفة؛ لأنها الضابط لفهم كتاب الله تعالى والمبيِّن لأحكامه والمفصل لها.
وقد تعلل الذين ينكرون السنة النبوية بأنه قد تسلل إليها الكثير من الأباطيل فالتبس الصحيح منها بالضغيف فلا يمكن الأخذ بها، ولو صدق قولهم هذا لكان نقضا لقول الله تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ [الحشر:7] إذ كيف يعهد كتاب الله في بيان معانيه إلى سنة لم يدم نورها ولم يستمر خيرها إذ سرعان ما عاد الغموض يغشي كتاب الله تعالى بعد أن انطفأ النور الذي لا يمكن تطبيق كتاب الله إلا به، فقد آل تكليف الله تعالى _إذن_ عباده إلى عبث، ثم آلت القدرة الربانية التي عهدت في بيان القرآن الكريم إلى السنة التي ضاعت معالمها في غمار الأباطيل والأكاذيب إلى ضعف يتنزه عنه أقوياء الناس فضلا عن رب العالمين سبحانه وتعالى، فكل من اعتذر عن التمسك بالآيات السابقة بهذه الحجة لابد أن يلتزم بهذه النتيجة التي تعود بالنقض على الإيمان بالله تعالى وكتابه.
ثم إن الواقع يشهد بنقيض هذه الحجة الواهية فما حفظ شيء بعد كتاب الله تعالى من العبث والتلاعب كالسنة النبوية المطهرة، فلقد تتابع العلماء الجهابذة في بيان الصحيح من السنة من غير الصحيح منها، وبذلوا طاقات لا تقدر في نبذ كل دخيلٍ عليها، حتى أخرجوا ركاما كبيرا من الأحاديث الموضوعة والباطلة، مستعينين بعلمين عظيمين لم تعرفهماالأمم: علم مصطلح الحديث، وعلم الجرح والتعديل.
ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطورة ترك السنة المطهرة، فعن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ماحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله)، أخرجه الترمذي وأبو دواد وابن ماجه.
والأدلة على حجية السنة النبوية المطهرة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، وحسبنا أن نعلم أن علماء الأمة المعتبرين أجمعوا على حجيتها من عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا.
وعليه فالذي يرفض الأخذ بالسنة كمصدر للتشريع، وينكرها كلية دون تأويل خارج عن دين الإسلام، ولا يحل الصلاة خلفه قبل أن يتوب لله تعالى ويصحح اعتقاده.
فعليك أن تعلم صديقك بذلك ليصحح اعتقاده، وتحذره من أن يكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه). أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
علما أن تفسير الرسول في الآيات السابقة بالرسالة، وسلب معناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعبث لا دليل عليه ولا يتقبله أحد تذوَّق لغة العرب، فما الصارف للكلمة (الرسول) عن معناها الأصلي الذي يراد منها؟!
ألم يتوجه الله تعالى في الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته حين قال : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [الحشر:7].
ومن أين لصديقك هذا أن يعرف أوقات الصلوات، وعدد ركعاتها، وكيفيتها...إلا من السنة المطهرة إذ لم ينص كتاب الله تعالى على شيء من ذلك.
صقر بغداد
صقر بغداد
مؤسس المنتدى

عدد المساهمات : 177
نقاط : 32
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى